ناهض حتّر
اعرف ان الجمرة التي في قلبك اشتعلت؛ فلماذا تخجل مني ايها الحبيب؟! انني اراهن عليك! اراهن على انه -خلف هذه الابتسامة الساحرة والجمال الفتي والقوام الممشوق، ثمة رجل صلب كريم مقدام… مثلما يكون الاردني العربي.
اعرف-فانا اعرفك يا اميري -انك في صف الاردن، وصف الناس، وصف ابيك… فلماذا تتلاعب معي وتمكر؟! هل صحيح انك لا تحب الذهاب معي الى السلط؟ هل صحيح انك لا تحب الارض والدوالي والزيتون؟! سأزعل -والله-اذا لم تكن تمكر!
كن ما تشاء
وافعل ما تشاء
فالدين والديدن عندي -ان ترى العالم من على جبل شاهق في السلط، تعبّ الهواء المعطر، وتتطلع الى البعيد، بينما قدماك على الارض… صخرة وولاء واعتزازا.
كن ما تشاء
وافعل ما تشاء
لا اخاف عليك… ولا ارجوك… ولا ارجو لك… طالما انك تدرك -بكل كيانك-انك من «تغلب»… وانك تحفظ قول جدك «عرار»:
يقولون اني ان شربت ثلاثة
فلا خير للاردن من همتي يرجى
ثقي بان من يهديه حب بلاده-
وان ادمن الصهباء -لا يخطىء النهجا
لا انصحك! لا! اكره النصيحة والناصحين!
واحب الحرية…
الحرية بلا حدود… لي ولك ولكل الذين يحبون الحرية! سوى اني-في عجلة من امري-اريد ان اتيقنك! بل قل اتيقن بهجتي حين رأيتك تخرج الى الحياة، واتيقن كلماتي في ذلك الصباح الحلو:
الامير الذي من تغلب
الامير الامير
اعطاني هداياه
واستل القلب مني!
فكم سنة مرت -مذ ذاك -وانا مشغول عنك ولك: اعطيك ارثا لا يقدر بثمن: انّ يدي لم تتلطخا! ان رأسي لم يطأطئ! ان قلبي لم يتحول الى رماد! انني ما زال احتفظ بعقال ابي وقظاظته البيضاء… ودونهما الدم!0