ناهض حتّر
“سلفادور2” هي خطة اجرامية امريكية جديدة لادارة الجيش العراقي. بوساطة مجموعات من “الخبراء” العسكريين والقتلة المحترفين، في الحرب الاهلية الطويلة “المرجوة” في العراق.
والخطة نسخة عما صنعه الامريكيون، في السلفادور، في الثمانينات، حين اداروا الجيش المحلي في الحرب الاهلية بين الدكتاتورية العسكرية والمعارضة اليسارية.
ومن اهم ميزات هذه الخطة، تخفيض الخسائر البشرية في صفوف الامريكيين وخفض تكاليف الحرب، وجعلها أكثر فعالية. وبالدرجة الاولى، سوف تتيح “سلفادور2” للبيت الأبيض، الاستجابة للضغوط الداخلية الداعية لانسحاب مبكر من الميدان، لكن من دون الاضرار بالسيطرة الامريكية على العراق. كيف؟ “1” عن طريق تحويل الصراعات المتداخلة في البلد، الى حرب اهلية شاملة منظمة – ومفتوحة زمنياً- بين قوات عراقية حكومية مُقَادة، كلياً، من قبل وحدات عسكرية امريكية، وبين المقاومين والمناهضين للاحتلال والرافضين لسيطرة الحكومة المركزية.
“2” ومن اجل ضبط الايقاع، وتلافي خطر انفراط القوات العراقية الحكومية في مواجهة انتفاضة شاملة او التفكك السياسي الداخلي، سوف تبقى قوات امريكية كافية في الجوار الخليجي وكردستان، اي ان “الانسحاب” لن يكون سياسياً. وسيأخذ صفة “إعادة الانتشار”.
“3” على ان النقطة المفصلية في “الخطة” هي اقامة دكتاتورية حكومية صلبة من قوى وعناصر ذات ولاء خالص للأمريكيين عمادها جيش عراقي غير مخترق وخاضع -من اعلى مراتبه حتى ادناها – للادارة الامريكية المباشرة بل ربما يتطلب نجاح الخطة – كما في سلفادور 1- انشاء دكتاتورية عسكرية صريحة.
“4” والى ذلك، فان “الخطة” تتطلب، بالطبع، التعاون الفعال من قبل الجوار الاقليمي، وخصوصاً سورية وايران.
“سلفادور2″، اذن، هي سياق لتحقيق الاجماع الامريكي بين النظرة الجمهورية التي ترى في المشروع العراقي “جوهرة التاج” للامبراطورية، وبين النظرة الديمقراطية الداعية الى خفض تكاليف الحرب عن طريق “الكفاءة” والمفاوضات مع القوى العراقية والاقليمية.
هكذا نستطيع ان نتنبأ بالخطوط العامة للتطورات المقبلة في العراق والمنطقة على النحو التالي:
“1” تغييرات عميقة او حتى انقلاب سياسي في العراق، يسمح للأمريكيين بتنظيم دكتاتورية عسكرية محلية؛
“2” استغلال “اعادة الانتشار” كإطار للتفاوض والتفاهم مع قوى عراقية مقاومة او معارضة، وادماجها في النظام الجديد؛
“3” استخدام سياسة العصا والجزرة مع سورية وايران، لحثهما على تعاون كامل، لقاء اقل ثمن سياسي ممكن؛
لكن “الخطة” معدة، اساساً، على اساس استمرار الحرب زمناً طويلاً وممارسة اكثر اشكال العنف تطرفاً ضد العراقيين، و”تنظيم” عملية التذابح الداخلي في سياق سياسي شامل.
على أن الوطنيين العراقيين قادرون – بالمقابل- على الاستفادة من اللحظة الانتقالية الآتية، وتدشين مرحلة كفاحية جديدة اكثر كفاءة واقل كلفة، من خلال توحيد صفوف جبهة، القوى المناهضة للاحتلال في مشروع سياسي وطني تحرري، يتجاوز الانقسامات الطائفية والحزبية، ويباشر مقاومة موحدة في سياق سياسي شامل مضاد.
انا آخذ خطة “سلفادور2” على محمل الجد، ليس لانها ستفضي الى نجاح المشروع الأمريكي في العراق – فهذا “النجاح” مستحيل – ولكن لانها سوف تتسبب بالمزيد من الآلام الفظيعة للعراقيين.
ولذلك، فإنني استعجل ولادة خطة “المقاومة العراقية2″، خطة التوحيد.. والمقاومة .. والنصر. وقبل ذلك- وبعده- خطة تخفيض تكاليف الحرب على العراقيين.