العرب اليوم
ناهض حتّر
حرب نفسية هستيرية. هدفها واضح –ويتحقق– وهو شلّ الإرادة السياسية العربية. وخربطة النقاش السياسي من الماء إلى الماء. كل يوم، ثمة خطط أميركية جديدة، عسكرية وسياسية، للعدوان على العراق. وخطط إسرائيلية مواكبة: العدوان على سورية ولبنان، اختراق الأراضي الأردنية بحجة تأمين غرب العراق، وحماية المدن الإسرائيلية من الصواريخ العراقية. الاختراق العسكري قد يكون مقدمة لاختراق سياسي وفقاً للخطط الشارونية القديمة – الجديدة.
لم يعد أحد يدري متى ستقع الكارثة وأين وكيف … وما هي أبعادها وعقابيلها … وصمت مرعوب وأصوات شجاعة تقول: لا. ولكن …
***
«إسرائيل سترد على أي هجوم عراقي، بضرب المدن العراقية بسلاح نووي لا تملكه حتى القوات الأميركية!» تهديد صريح نقلته صحيفة هآرتس الإسرائيلية– يا للمصادفة–عن تقرير للاستخبارات الأميركية قدم، مؤخراً، إلى مجلس الشيوخ الأميركي.
ليس سبقاً صحفياً… بل إعلان سياسي عن انتقال الأسلحة النووية الإسرائيلية من الوجود الفعلي إلى الوجود الفعال… ومن الملكية التقنية إلى الملكية السياسية لتلك الأسلحة، مع التصريح لإسرائيل “بالحق” في استخدامها!
***
الآن … كل ما لدى النظام العربي الرسمي من ترتيبات، أصبح من الماضي: استراتيجية، السلام! العلاقات مع واشنطن! الجيوش! والنفج! فماذا نحن فاعلون في مواجهة التحدي الكياني؟!
***
تقول دمشق إن عدواناً إسرائيلياً على سوريا ولبنان، سيكلف الإسرائيليين ملايين الضحايا. حقاً؟ يا ليت! هل يعرف الإسرائيليون، جدياً، هذه المعادلة؟ وهل هذه المعادلة موجودة فعلاً؟!
***
ليس من حقنا فقط، بل من واجبنا أن نمتلك أسلحة استراتيجية. ولكننا نصغّر حجرنا… ونطالب على الأقل بعودة عاجلة للبرلمان المنحل لتغطية الفترة الخطرة حتى الانتخابات القادمة بحيث لا تحدث–لا سمح الله-تطورات دراماتيكية تمس بلدنا في غياب الشرعية البرلمانية…. ونصغّر حجرنا ونطلب الإفراج عن سجناء الرأي السوريين، وإطلاق ربيع دمشق، مرة أخرى، لمواجهة التحديات.
ونصغر حجرنا… ونطلب، مجدداً، مبادرة عراقية لاستنهاض جبهة وطنية عريضة تصد العدوان… سياسياً.
***
وقد تكون المعادلة الممكنة الآن ان الأخطار المحدقة هائلة… فنواجهها معاً في سياق ديمقراطي جبهوي ينظم ويفعل الدفاع.