المستور

ناهض حتّر
توقعت وأنا أستلم العدد الاول من مجلة “المستور”، انها تشبه احمد أبو خليل، الزميل الذي أحب قراءته، وأرى عينيه تلعبان، بالضحكة “المستورة” الماكرة وسط السطور. ولذلك، احتفظت بالمجلة حتى آخر الليل، لكي اعدل مزاجي قبل النوم.

لكن “المستور” خيبت ظني. فهي مجلة للفقراء، بل قل – مصدقة – متخصصة في شؤون الفقراء، لأن الأخيرين لا يقرأون. واذا قرأوا، فلن يفهموا مقاربات “المستور” التي تقع بين المعالجة الاكاديمية والعرض الصحافي الجاد.

مهمة المجلة – وهي ايجابية للغاية – هي تعريف جمهور المثقفين. وهم اغنياء او نصف اغنياء او يطمحون الى ذلك – بعالم الفقراء والمهمشين. واذا كان اولئك المثقفون يساريين يعملون من أجل الجماهير الشعبية، فان “المستور” تفيدهم – وينبغي ان تفيدهم لاحقاً واكثر – بمعلومات حول هذه الجماهير وأجوائها وواقعها المعيوش وثقافتها واساليب تفكيرها.

وللقيام بهذه المهمة على أفضل وجه، آمل بغياب الاكاديميين عن صفحات “المستور” لصالح التحقيقات الميدانية، على ان تكون اقل تقيداً بالكليشيهات واللغة القديمة.

قرأت العدد الاول من “المستور” من الغلاف الى الغلاف، ولكن بانتباه.. وليس بالمتعة التي أقرأ فيها تعليقات أبو خليل في “العرب اليوم” – ويؤسفني، على المستوى الشخصي، انني سأضيف مطبوعة جادة إلى قائمة قراءاتي!.

فليعطنا ابو خليل من ظرفه الماكر بعض صفحات “المستور” على سبيل المكافأة، ولكن من المفيد ان يبقى السياق العام لموضوعات المجلة، كما هوّ فأنا، وكل المهتمين بالشأن السياسي والثقافي – وخصوصاً أهل اليسار منهم – لا نعرف الشعب في واقعه العياني. ولا بد ان نعرفه لكي نملأ اوراقنا بالحقيقة المشبعة برؤى المهمشين. ولا يفوتني بالطبع، ان أنصح الادباء الواقعيين بقراءة “المستور”، عساها تجذبهم الى اكتشاف البشر الواقعيين وحيواتهم. وفيها ما لا يطاله الخيال الأدبي.

Posted in Uncategorized.