اللهم اشهد ..

أمرتهمُ أمري بمنعرج اللوىفلم يستبينوا الرشدَ إلا ضحى الغدِ’
……………………
لكن، في ضحى الغد، سنكون قد خسرنا ما لا يعوَّض، وطننا… ولذلك، لن أقول، كدريد بن الصمّة، ‘ ولستُ إلا من غزيّة إنْ غوتْ غويتُ … ‘ فلا مكان، أيها الأردنيون، إلا للرشد في هذا المنعرج الصعب من الاضطراب العظيم.
سورية دخلت في حرب، ستكون مديدة ومؤلمة. الحرب لا تتعلق بالسخافات الليبرالية، هي على مضمون وشكل الشرق الأوسط الجديد. سيواصل الغرب والخليج خوضها بالمال والسلاح والجهاديين، وسيواصل الحلف الروسي الصيني الإيراني تقديم الدعم السياسي والتسليحي والاقتصادي للنظام السوري. في وضع كهذا تلعب الدول المجاورة لسورية الأدوار الرئيسية التالية:
ـ العراق حسم موقفه أو يكاد لصالح التحالف مع دمشق. وخيرا فعل. فبذلك، يحمي نفسه من مفاعيل الصراع الدموي في سورية.
ـ تركيا على شفا الانكفاء بعدما انسحبت القوات السورية من الشريط الكردي المحاذي للحدود، لصالح حليفها، حزب العمال الكردستاني. الآن، أصبح لهذا الحزب المسلح والعنيد، أرض حرة من كل قيد لممارسة نشاطه ضد تركيا. التصعيد السياسي والأمني، سيشمل، عما قليل، الإقليم الكردي التركي كله. ماذا عن ربيع كردي في جمهورية أردوغان التي تواجه معارضة داخلية متصاعدة ومربكة؟ أنقرة تتصدّع والمشروع التوسعي العثماني يتحول إلى تقهقر.
ـ لبنان الذي بقي شماله السني حتى الآن، المسرح الخلفي للمعارضة السورية المسلحة، ينوء تحت الضغط الداخلي من جهة، و الجدار العسكري الذي أقامه السوريون من جهة أخرى. الجيش اللبناني ينتشر في المناطق الحدودية، وسنّة الشمال بدأوا يتململون ضد ‘ الجيش الحر’.
ـ إسرائيل ـ وهي الدولة المكلّفة نظريا بالضربات النوعية ضد أهداف متنوعة لا تقتصر على الأسلحة الاستراتيجية، بل تشتمل على أهداف التحكم والسيطرة والاتصالات والنقل بهدف شلّ الجيش السوري وتمكين المعارضة المسلحة من الحسم ـ وصلتها رسالة حزب الله: سندخل الحرب فورا إذا دخلتموها! إسرائيل قوية وجاهزة، لكن، بالحسابات، هي مشلولة.
على هذه الخلفية، يدفع التحالف الأميركي الخليجي ، وسيزيد من ضغوطه نحو توريطنا في سورية.
ماذا سنحصد؟
ـ مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الاقتصاديين، وبالتالي الدائمين. علما بأن السوريين ليسوا كالعراقيين، لسببين، الأوّل أننا، هنا، بصدد هجرة أيدي عاملة، والثاني أننا بصدد هجرة لها حاضن سياسي محتمل. ففي بلدنا مكون من أصل سوري، وحركة إخوانية وثيقة الصلة بجمهور مشحون طائفيا،
ـ ومئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الإضافيين الذين ستتلقاهم شبكات ‘الإخوان’ وسواها من جماعات التجنيس والحقوق المنقوصة الخ …..
ـ الآلاف من العناصر السلفية والإرهابية الجاهزة في خلايا نائمة ومتحركة، والمحتملة التجنيد . وهنا ينبغي أن نذكّر، صراحة، بوجود تيار أصولي سلفي جهادي داخل ‘ الإخوان’ وسلفية جهادية خارجهم وخطوط مفتوحة على حماس وأخرى على ‘ فتح الإسلام’ الخ …..
ـ إنهاك قدراتنا في مواجهات صعبة ومديدة سوف تحرق أيدينا،
ـ استدراج ردود الأفعال الأمنية الخ ….
ـ انشقاق شعبي عنيف، والاضطرار في وقت لاحق لتقديم تنازلات مؤلمة لـ’الإخوان’ بأي ثمن لتأمين الغطاء الشعبي للسياسة التدخلية في سورية.
ـ فوضى ديموغرافية وسياسية وأمنية … ومزيد من الضعف أمام الخطط الغربية والإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية في الأردن.

العرب اليوم

Posted in Uncategorized.