هل ناقش المسؤولون الاميركيون والاسرائيليون وربما الفلسطينيون »مستقبل الاردن بعد الملك حسين« في مباحثات »واي بلانتيشن«؟ وبأي اتجاه يسير هذا النقاش؟صحيفة »يديعوت احرنوت« قالت ان الاميركيين ابلغوا الاسرائيليين، في »واي بلانتيشن«، ان صحة الملك حسين تتدهور، وان وفاته قد تؤدي الى اضطرابات، قد تفشل القيادة الاردنية الجديدة في التعامل معها. وفي هذه الحالة، فإن واشنطن ستطلب »تدخلا اسرائيليا للحفاظ على التوازن والاستقرار في الاردن«.وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت، هاتفت ولي العهد الاردني الامير حسن، وأدانت التقرير الصحافي الاسرائيلي، ونفت ما جاء فيه، وأكدت دعم الولايات المتحدة الاميركية للملك حسين وللامير حسن، اي: الآن ومستقبلاً. وكذلك فعل الناطق باسم الخارجية الاميركية.مشفى »مايو كلينك« الاميركي، حيث يتعالج الملك حسين، نفى، بدوره، تقرير »يديعوت احرونوت« مؤكدا ان الملك حسين »يتجاوب مع العلاج بشكل مطمئن، وانه يظهر تقدما منتظما«. كذلك، نفى وزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون، ما نقلته عنه الصحيفة الاسرائيلية حول صحة الملك.وهذه النقطة، بالذات، هي التي ركّز عليها المسؤولون الاردنيون: الملك بخير، متجاهلين الأخطر مما تعده تل ابيب وواشنطن لنا: اضطرابات… ثم التدخل العسكري الاسرائيلي… او ربما العرفاتي… »للحفاظ على التوازن« الاردني الفلسطيني(؟) والاستقرار (معاهدة وادي عربة؟)… ولا أعرف إذا كان الأمير حسن، قد اقتنع بتطمينات أولبرايت، ولكن، وبغض النظر عن تقرير »يديعوت أحرونوت«، فإن الجميع يعرف ان »الكعكة الأردنية« هي الآن، على موائد »واي بلانتيشن«. فأولبرايت تستطيع أن تنفي التقرير الصحافي الاسرائيلي، ولكنها لا تستطيع أن تنفي تقرير وزارتها السنوي (1997) الذي وصف الأردنيين بأنهم (Indigenous People) أي شيء ما يشبه »السكان الأصليين« أو الهنود الحمر! وآرييل شارون يستطيع أن ينفي تصريحاته عن تدهور صحة الملك حسين، ولكنه لا يستطيع أن ينفي تصريحاته المتكررة بأن »الأردن ليس له مقومات الدولة«. أما عرفات… فهل يعتقد عاقل بأنه عقد صفقة العمر مع واشنطن وتل أبيب… من أجل غزة؟الأردن منذ التوقيع على معاهدة وادي عربة لم يعد طرفا/ذاتاً، بل صار موضوعا. ويكفي، لكي ندرك ما آلت إليه السيادة الأردنية، في زمن وادي عربة، ان نعرف ان شارون حمل معه الى »واي بلانتيشين«، قائمة بمشروعات يراد تنفيذها على الأراضي الأردنية، لكي يناقشها مع الأميركيين والفلسطينيين!الكعكة الأردنية إذن، على موائد »واي بلانتيشين«. وكالعادة فلن يكون لدى إسرائيل ما تعطيه للعرفاتيين منها غير الدور الأمني الممتد عبر النهر، ولذلك فالأرجح أن تقرير »يديعوت أحرونوت« يفتقر الى الدقة. فالدور الأمني الاسرائيلي في الأردن ستنفذه شرطة عرفات.ناهض حتّر