ناهض حتّر
يشن “فيلق بدر” الذي يمثل الطائفية الصفوية الايرانية، حملة إبادة ضد العرب السنة. مسعاه واضح: تقسيم العراقيين الى سنة وشيعة، مما يسهل، في النهاية، سيطرة طهران على مقدرات الدولة العراقية.
من جهته، «فيلق عمر» يمثل الطائفية السنية غير العراقية، يتصدى لفيلق بدر، فلا أمل للقاعدة في العراق إلا بالانقسام الطائفي.
لكن الجسم الاساسي من العراقيين العرب أي الكتلة العراقية الاساسية، تظل عشائرية. ويظل الانتماء الى العشائر اولاً. وهذه – أو معظمها للدقة – مكونة من خليط طائفي.
«الدليم» في الانبار، اغلبهم سنة، لكن فيهم شيعة.
«الجبور» في الموصل، سنة، ولكنهم في بغداد والحلة والديوانية شيعة.
«العبيد» في كركوك سنة وشيعة.
«الهيب» في الموصل، سنة وشيعة.
«العزة» سنة وشيعة معاً. ومنهم – مثلاً – زعيم «حزب الله» العراقي كريم ماهود.
«الجحيش» قبيلة عراقية تتكون من سبع عشائر، ثلاث منها شيعية واربع سنية.
«ربيعة» قبيلة شيعية معروفة، فيهم سنة. وكذلك «الزبيد» في الصويرة شمالي الكوت، جنوبي بغداد.
وربما لا توجد في العراق منطقة «خارج النجف – كربلاء» صافية طائفياً الطائفة، عموماً، تظل في المرتبة الثانية. فالعشائر اولاً.
وهذه الرابطة العروبية التقليدية، هي، في النهاية، صمام أمان ضد «الحرب الطائفية» التي تسعى اطراف اقليمية الى اشعالها، وتحضر لها، منذ الآن، قبيل الانسحاب الامريكي الذي بات وشيكاً.
أعني انه، على خلاف الظاهرة اللبنانية المتمثلة في طوائف مغلقة لها كيان سياسي وثقافي، فان العرب العراقيين يندرجون في سياق سياسي وثقافي واحد، لم ينجح المحتلون الامريكيون والقوي الاقليمية في تدميره، على الرغم من غياب الدولة الوطنية العراقية بعد 9/4/..2003 عاشت العشائر!