الشريك الثالث الغائب عن قمة الاسد – نجاد

ناهض حتّر

تواصل ادارة بوش الصغير، الحرب المفتوحة على كل الجبهات في بلادنا. تجرب في العراق، مرة اخرى، القبضة الأمنية – العسكرية، وفي فلسطين، تسعى لافشال اتفاق مكة. وهي ترى، في لبنان – وبالتالي سورية – «الجبهة المتقدمة» للصراع. لا تسويات، اذن، ولا مساحة نصف حرة، امام النظام العربي، لاعادة تشكيل نفسه، ولو كان بالموقع القيادي للحليف السعودي الموثوق، وفي مجال واحد هو انقاذ الوضع الفلسطيني من الانهيار.
لا يوجد تفسير عقلاني لهذه السياسات الكارثية. ولكنه الجنون العنيد الذي يصيب الامبراطوريات في اواخر ايامها.
البيت الابيض الاعمى لا يرى تفاقم ازمة الهيمنة الامريكية في عناوينها الثلاثة الكبرى: اليسار اللاتيني والصين وروسيا، ويلح على التخريب والقتل في الشرق الاوسط، من دون امل.
حسناً .. هنا، ايضاً، يمكن للتحالف السوري – الايراني، الامساك بالثور الامريكي الهائج في العراق، من قرنيه، واثخانه بالجراح.
فهل توقفت دمشق وطهران عن الانتظار والالعاب المحدودة المتداخلة مع المشروع الامريكي في المنطقة، وقررتا الانتقال الى مواجهته؟
البيان المشترك للرئيسين بشار الاسد وأحمدي نجاد، يشير، صراحة الى «التصدي للمخططات الامريكية». ولكن القيام بهذه المهمة – وهي ممكنة – يتطلب من البلدين، حسم الموقف والقيام باعتراض جدّي، والضرب في نقطة الضعف الامريكية، أي العراق.
لا يتعلق الأمر – بالدرجة الاولى – بالشأن الامني، ولكن بالشأن السياسي. الضربة الايرانية – السورية القاضية، تتمثل في سحب اعتراف البلدين بالعملية السياسية الاحتلالية – وبرلمانها ونظامها واجهزتها الادارية والعسكرية القائمة في العراق. وسيؤدي ذلك الى انهيار شامل للمشروع الامريكي في الاقليم كله.
المواجهة الكبرى – على هذا المستوى السياسي – هي بحساب موازين القوى، العراقية والاقليمية والدولية، ممكنة موضوعياً. ومن شأنها أن تعرّي الاحتلال الامريكي وحلفاءه وتسقطهما.
لا يمكن تطويع «العملية السياسية» الامريكية في العراق من داخلها – كما ترى طهران، او بتعزيز الارتباطات معها، املاً بالتفاهم مع واشنطن – كما ترى دمشق. كلا. الصورة الآن، واضحة لمن يحب ان يراها.
ادارة بوش الصغير مصممة على خوض المعركة حتى النهاية، وهي لاتكتفي، بعد، بتجاهل السوريين والايرانيين، ولكنها تحشد للضغط عليهم ومطاردتهم. واذا ما استمروا في المجابهة – بالمحظورات والوسائل القديمة – فانهم سيدفعون الثمن غالياً.
سوف تحمي ايران نفسها من العدوان الامريكي، بالقطيعة مع عملاء الاحتلال في حزبي «الدعوة» و«المجلس الاعلى» وسحب الاعتراف بالنظام الطائفي – الاثني القائم في العراق، والتدخل الايجابي لوقف الانشقاق المذهبي وتعضيد المقاومة. وعلى سورية ان تؤثر على الحليف الايراني في هذا الاتجاه، لكن عليها اولاً ان تعيد ترتيب علاقاتها مع المقاومة العراقية، وخصوصا لجهة الاعتراف السياسي الصريح ليس، فقط، «بالحق في المقاومة» .. ولكن بحق القوى الوطنية العراقية – المعادية للاحتلال – من كل المكونات والاتجاهات، بتمثيل العراق، والشروع في عملية سياسية وطنية مضادة لاعادة تأسيس الدولة العراقية المستقلة الموحدة القادرة، وحدها، على اعادة البناء الداخلي واستعادة قوة العراق ودوره في مجابهة الاستعمار الامريكي.
قمة الاسد – نجاد، ينقصها، اذاً، الطرف العراقي – المناهض للاحتلال – الشريك الذي لا غنى عنه للمجابهة، وحماية سورية وايران، فلسطين ولبنان، من سُعار البيت الابيض

Posted in Uncategorized.