ناهض حتّر
هل يوجد لدى دمشق، امكانية للرد الفعال على المؤامرة الاستعمارية التي تحاك ضد سورية، الدولة والشعب والمعنى؟
نعم، بشرط ان يكون هذا الردّ، جذريا وشاملا، اي استراتيجيا، يطلق حزمة من الاجراءات والسياسات المترابطة، هي:
(1) تجميد المسؤولين الذين يدعي «تقرير ميليس» انهم متورطون في عملية اغتيال الحريري، وهذا لا يعني، بالطبع، تأكيد الاتهامات ضدهم، ولكنه اجراء اعتيادي تأخذه اية دولة ذات هيكلية دستورية.
وعلى كل حال، فان تجميد هؤلاء – الذين يحوزون مواقعهم على اساس القرابة والنسب والتحالفات الامنية والتجارية – من شأنه ان يعزز مكانة الرئيس بشار الاسد، وصدقيته، ويمكنه من قيادة الردّ السوري الاستراتيجي على الهجمة الاستعمارية.
(2) تشكيل لجنة تحقيق سورية من قضاة ثقات، لتقصي الحقيقة بشأن ادعاءات «تقرير ميليس» حول اي مواطن سوري، وعلى هذه اللجنة ان تتوصل، في اقرب وقت، الى تبرئة الابرياء وادانة المتورطين – ان وجدوا – واحالتهم الى القضاء السوري.
ولسوف يقطع اجراء كهذا، الطريق على لعبة التحقيق الدولية، ويظهر جدية سورية في التعامل الشفاف مع الازمة.
(3) اطلاق الحريات والمعتقلين السياسيين، وتشريع المعارضة الوطنية، ورصّ الصفوف في حكومة اتحاد وطني، تتولى مهمة التغيير الديمقراطي في سورية، واصلاح الاقتصاد «من دون الوقوع في فخ الليبرالية الجديدة والكمبرادور».
(4) القيام بهجوم سياسي مضاد باتجاه الاحتلال الامريكي في العراق، والاسرائيلي في الجولان وفلسطين، واعتراض الصفقات الحاصلة، وهذا الهجوم سوف يقوي المقاومة العراقية – خصوصا اذا دخل حزب الله على خط التأثير الابجدي على التيارات الوطنية الشيعية لزجها في اعمال المقاومة – وسوف ينعش الحركات الوطنية في المنطقة ويفتح جبهة متسعة من المعارضة والمقاومة للمشروع الامريكي – الاسرائيلي على المستوى الاقليمي.
سورية قادرة على الردّ الفعال، بالحكمة والشجاعة معا، بالتغيير الديمقراطي ومواجهة الهجمة الاستعمارية في الآن نفسه.