الحل يبدأ بجلاء الاحتلال

ناهض حتّر
نفى السفير احمد بن حلي، رئيس وفد الجامعة العربية الى العراق، ان يكون موكب الوفد قد تعرض لإطلاق النار. غير ان حكومة الجعفري – الحكيم، اطلقت ناراً سياسية، علناً، باتجاه الوفد ومهمته. واذا لم تظهر هذه المهمة استقلالها الفعلي، فهي ستتعرض الى اطلاق النار من الاتجاه المضاد -المقاومة العراقية- ايضاً.

لا نستطيع ان نصدر حكماً على المبادرة العربية من اجل العراق. لكن، علينا ان ندرك ان هذه المبادرة تحكم على نفسها بالفشل اذا لم تنطلق من معالجة اساس المشكلة، اعني الاحتلال الامريكي- البريطاني للعراق.

المأزق العراقي ليس ناجماً عن الانقسام الشيعي – السني، بل هو ناجم عن تفكيك الدولة الوطنية العراقية بحراب الاحتلال الذي استعاد، بحضوره، كل الاشكال الانقسامية الفئوية والطائفية لما قبل الدولة وهي لن تغيب (الانقسامات) الا بغيابه (الاحتلال).

ليس «العرب السنة» -بوصفهم طائفة – هم الذين يعرقلون المشروع الامريكي في العراق. فهذا «المشروع» يمكنه ان يكون، ايضاً، ذا واجهة عربية – سنّية! من دون ان يتكلل بالنجاح (1) فالمقاومة العراقية – وانْ كان معظم رجالها عرباً سنة، فهي ليست ميلشيا طائفية. وما يمنحها القوة والمشروعيّة والدعم الاجتماعي، هو تعبيرها عن الوطنيّة العراقية في مواجهة الاحتلال الأجنبي. وبالتالي، فهي لن تفقد مشروعيتها تلك حتى لو انضمت اطراف سنية الى العملية السياسية الامريكية (2) التناقضات الأثنية والطائفية سوف تعبر عن نفسها باشكال شتى من الانفجارات، بغض النظر عن تركيبة وواجهة التسوية الطائفية. فهذه التسوية، لانها طائفية، ستظل محكومة بالتناقضات وعناصر الانفجار داخلها. ولسوف تعجز عن تحقيق الاجماع الوطني الضروري لاعادة البناء.

عند زوال الاحتلال، فقط، يفقد العنف – بكل اشكاله- المشروعة اللازمة لاستمراره. كذلك، فان مهمات اعادة البناء في العراق، هي، بحدّ ذاتها، ذات طابع وطني سوف يلهم ويستنفر الحركة الوطنية من كل الطوائف والأثنيات، وسوف يستبعد ويعزل عناصر الانقسام ويخلق سياقاً سياسياً وطنياً لحل التناقضات الفرعية.

Posted in Uncategorized.