كل القوى الإسلامية ، المرخصة وغير المرخصة، أعربت عن تضامنها مع نظام رجب أردوغان، بحجة الشرعية. قلب الأنظمة السياسية، بالقوة، مرفوض بالطبع، ولكن ماذا عن الحرب التي تشنها تركيا أردوغان منذ خمس سنوات لقلب النظام السوري بالقوة، وتدمير سوريا، وسرقة نفطها ومصانعها وتقديم الدعم للتنظيمات الإرهابية الناشطة في سوريا والعراق؟دفاعا عن ‘ الديموقراطية’ التي تستبيح اعتقال المئات من الصحافيين والأساتذة الجامعيين لمجرد الخلاف في الرأي، بل واغتيال إعلاميين كشفا تورّط المخابرات التركية في تهريب أسلحة إلى تنظيم ‘ داعش’ الإرهابي؟نعم. صونا لـ’ديموقراطية’ تستبيح الدماء، وتحوّل عشرات البلدات الكردية التركية إلى ركام، وترفع الحصانة عن عشرات النواب المنتخبين؟’ إسرائيل’، أيضا، ‘ ديموقراطية’. لكنها تحتل الأرض الفلسطينية وتنكّل بالفلسطينيين، مثلما تحتل تركيا أرضا سورية، وتريد توسيعها واغتصاب حلب، وحضرت وتحضر لذلك بمذابح ضد أبناء المكونات المسيحية والعلوية والكردية.يتحدث بيان ‘حزب جبهة العمل الإسلامي’ عن انجازات أردوغان!!! أيها بالضبط؟ عصوية حلف الناتو أم تحالفه مع ‘ إسرائيل’ أم ركوعه الذليل على أقدام نتنياهو أم بركة الدماء التي أغرق بها سوريا، أم عدوانه على العراق أم خضوعه الكامل لبرامج العولمة الاقتصادية التي كشفت الاقتصاد التركي على مديونية هائلة ستنفجر في وجه الشعب التركي، أم فساده وفساد نجله وأركان عائلته وحزبه، أم تحويله تركيا إلى ملهى وعلب ليل وجنة للمثليين وكل أشكال الممارسات التي لا تهدف إلا إلى اجتذاب دولارات السياحة؟البيان الأكثر غرابة هو بيان ‘التيار السلفي’، .. الذي ما يزال قائما وعلنيا وله صولات وتصريحات؛ فقد أعلن هذا التيار الشقيق لداعش والنصرة الخ أن محاولة الانقلاب في تركيا هي محاولة كُفرية ضد الإسلام!أردوغان يمثل الإسلام! ويستمر في تمثيل الإسلام رغم الناتو والصداقة مع ‘ إسرائيل’ والفساد المالي والإداري والأخلاقي والقمع و… أم أن كل ذلك مغفور طالما أنه يدعم الإرهاب؟يكشف كل ذلك أن الولاء عند جماعات الإسلام السياسي ليست للإسلام ولا للعروبة ولا للقيم ، بل لبعضها بعضا؛ حتى حين يكون الخائن واللص وغازي بلاد العرب والسفّاح وعميل الأميركيين والصهاينة، إسلاميا، فمغفورةٌ له خطاياه!……..إنما الإنقلاب حصل، وطالما أن أسبابه حاضرة فسيتكرر. ومَن أفشل الانقلاب الحالي أن الأمريكيين والمعارضين الأتراك، رفضوا تغطيته. الآن، تحوّل ‘ السلطان’ إلى بطة عرجاء، مثلما ركع أمام بوتين سوف يركع، قريبا، أمام الرئيس بشار الأسد. المشروع العثماني سقط، والإسلام السياسي أصبح من الماضي.من وجهة نظر تركية، المحاولة الإنقلابية على أردوغان فشلت، إنما من وجهة نظر سورية عربية، المحاولة منحتنا ما نريد: سوف ينكمش النظام الأردوغاني الآن خلف الحدود، وسيكون عليه الاهتمام بتلافي انفجار الحرب الأهلية وإجراء الترتيبات والمساومات لبقاء لن يدوم.