“الاخبار السارة لاسرائيل”

ناهض حتّر
مستشار الأمن القومي الامريكي، ستيفن هادلي، كان صريحاً بصورة فظة لا تترك مجالاً امام عرب امريكا للتأويل والتبرير، فقد حذر هادلي، علناً، من ان أي انسحاب للقوات الامريكية من العراق، في الوقت الحالي، سوف يزيد جرأة «المتطرفين الذين يسعون الى تدمير اسرائيل»

ويقول هادلي ان انتصار «الحرية» – يعني الاستعمار الامريكي – في العراق، سيؤدي الى مضاعفة الضغوط على سورية وايران «للانفتاح» وسيكون ذلك «خبراً ساراً لاسرائيل»!

هادلي الذي يخاطب بهذه الاقوال الصريحة، لجنة العلاقات الامريكية-الاسرائيلية، يسعى، بالطبع، للحصول على دعم اللجنة لاستمرار الاحتلال الامريكي للعراق- وهو احتلال فقد شعبيته في الولايات المتحدة التي تتعالى فيها الاصوات الداعية الى انسحاب عاجل من الورطة العراقية- ومع ذلك، فالامر ليس مجرد تملّق للاسرائيليين واللوبي اليهودي، بل ينطوي على حقيقة يمكن تعيينها بالحسابات والأرقام والمعطيات. فالمشروع الامريكي في الهلال الخصيب، يزيح من وجه اسرائيل، قوى المقاومة والانظمة المعادية. بل وثقافة العداء لاسرائيل، ويجرد العرب الرافضين من السلاح والارادة. لكن الأهم انه يقوّض البنى الوطنية لصالح التفكك الطائفي والأمني وهو السياق الأكثر حيوية بالنسبة لدولة دينية مثل اسرائيل.

هل يرى الجعفري، وأنصاره وحلفاؤه- اذن، انه- وانهم -يخدمون في السياق الاسرائيلي؟ وكيف يتحالف التيار الصدري مع رئيس وزراء العراق، الذي يطالب مجلس الأمن، تمديد الاحتلال الامريكي. سنة اخرى؟! وهل يلاحظ «تيار المستقبل» في لبنان، أين هو موقعه في اللعبة الامريكية للشرق الاوسط؟!

المدهش- هل هو مدهش فعلاً؟ – ان الجامعة العربية، هي الاخرى، تسير في رؤية هادلي الذي لم يترك مجالاً لاحد كي «يتفلسف» فالذي ينخرط في المشروع الامريكي في العراق، انما يعمل من اجل «الاخبار السارة لاسرائيل».

نذكر، فقط، ان اسرائيل- بقيادة «رجل السلام» آرئىل شارون – أعلنت- بينما العالم كله يحاكم سورية في مجلس الأمن- انها تنوي توسيع الاستيطان في الضفة… والجولان!.

فهل تدرك الانظمة العربية- بما فيها بل وعلى رأسها النظام الفلسطيني- ان هادلي وشارون يفقدانها الشرعية الوطنية في قلوب العرب وعقولهم؟! وهل يبقى امام الشعوب العربية المحطونة بالفقر والتهميش والاهانة القومية.. سوى «الارهاب»؟!

Posted in Uncategorized.