ناهض حتّر
جماعة سياسية عراقية مؤيدة للمقاومة، ولكنها معروفة باعتدالها واتزان خطابها، وصفت الأمين العام للجامعة العربية، د. عمرو موسى، ومبادرته في العراق، بالفاظ قاسية لا نريد تكرارها هنا، لكننا، فقط، نشير إلى أن أصابع موسى بدأت تحترق في اللهيب العراقي.
فصائل المقاومة العراقية، ومؤيدوها، ورموز التيارات الوطنية -الديمقراطية، كلهم توصلوا إلى استنتاج حاسم بأن المبادرة العربية هي مجرد أداة أمريكية، هدفها مساعدة المحتلين على النجاح في تكريس العراق «الجديد»: التابع والطائفي والمفكك والخاضع للسفارة الأمريكية والقواعد العسكرية الاحتلالية الدائمة. وقد بدأ الهجوم، بالفعل، على عمرو موسى، بصفته أداة أمريكية، ولم تنج الأطراف العراقية المتعاونة معه من المعارضة السنيه السابقة (مثل هيئة العلماء المسلمين والحزب الإسلامي ومجلس الحوار…) من الاحتراق أيضاً.
وهذه محصلة مؤسفة، لكنها متوقعة، لمبادرة عربية تستبعد المقاومين، ولا تبدأ من أولوية رحيل الاحتلال، وتتموضع، بالتالي، في سياق العملية السياسية الأمريكية في العراق، في محاولة يائسة لانجاحها بالتمرير»!
المقاومة المسلحة مستمرة في العراق، وفعالة ومثابرة وقادرة على تحقيق اختراقات أمنية ضخمة، وكذلك اختراقات اعلامية، والضرب حيثما لا يمكن للإعلام تجاهل الضربة. وهو – أي هذا التجاهل- هو الصفة الرئيسية للتغطيات الإعلامية حول المقاومة المسلحة وانجازاتها في العراق.
أكثر من 80 بالمئة من رواد موقع «الجزيرة نت» الألكتروني توقعوا فشل مهمة عمرو موسى في العراق. وهو ما يلقي الضوء على موقف الرأي العام من مبادرة الجامعة العربية التي كانت -حتى وقت قريب- مأمولة ومطالبا بها على نطاق واسع، لكنها -وياللأسف- سقطت في الامتحان، حين انطلقت من تكريس الاحتلال وليس المطالبة برحيله.
انه – بالنتيجة- تطور سلبي للغاية، حَرَقَ التدخل العربي، وامكاناته – النظرية- لقيام مصالحة وطنية حقيقية بين الاطراف العراقية التي يمثل النظام السابق وانصاره والمقاومة وانصارها، رقماً صعباً فيها.
وبالنظر إلى ان مفوضية الانتخابات العراقية قد أخذت وقتها، ولم يرفّ لها جفن في تزوير نتائج الاستفتاء على الدستور الطائفي- الاتني للعراق (الجديد!) فاننا نتوقع احتدام الصراع السياسي والمسلح في البلد المنكوب. لقد أغلقت المنافذ السياسية، ولم يعد هناك سوى البندقية.